الاستاذ
المساهمات : 24 تاريخ التسجيل : 17/04/2011
| موضوع: الصحبة الصالحة من دعامات التربية الإسلامية الثلاثاء أبريل 19, 2011 11:32 pm | |
|
صحبة الصالحين من أعظم وسائل الثبات على الإيمان . إنها مصدر من مصادر الطاقة الإيمانية التى تدفع المرء تجاه السلوك القويم وطاعة الله وحبه وابتغاء رضاه على من سواه ، ومن توفيق الله للإنسان أن يكون بين قوم صالحين لقوله تعالى: ] واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينه الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا[ الكهف 28 .
ولقول النبي صلى الله عليه وسلم قال:] إنما مثل الجليس الصالح وجليس السوء كحامل المسك ونافخ الكير فحامل المسك إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة ونافخ الكير إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً منتنة[متفق عليه
وقال أحد الصالحين : عليك بصحبة من تذكرك بالله عز وجل رؤيته وتقع هيبته على باطنك ويزيد فى عملك منطقة ويزهدك فى الدنيا عمله ولاتعصى الله مادمت فى قربة يعظك بلسان فعله ولا يعظك بلسان قوله . وكان محمد بن واسع يقول : ما آسى من الدنيا إلا على ثلاث ، صاحب إذا اعوججت قومني ، وصلاة فى جماعة يحمل عني سهوها وأفوز بفضلها ، وقوت من الدنيا ليس لأحد فيه منة ولا لله عز وجل علي فيه تبعة . وروى عن عيس عليه السلام قوله : لا تجالسوا الموتى فتموت قلوبكم قيل ومن الموتى ؟ قال المحبون للدنيا . وقال أيضاً : تحببوا إلى الله ببغض أهل المعاصي وتقربوا إلى الله بالتباعد منهم والتمسوا رضا الله بسخطهم ، قالوا يا روح الله فمن نجالس ؟ قال : جالسوا من تذكركم الله رؤيته ومن يزيد فى عملكم كلامه ومن يرغبكم فى الآخرة عمله .
قال الغزالى في الإحياء موضحا منهج الإسلام في الصحبة :
فينبغي أن يكون فيمن تؤثر صحبته خمس خصال . أن يكون عاقلاً ، حسن الخلق ، غير فاسق ، ولا مبتدع ، ولا حريص على الدنيا .
أما العقل : فهو رأس المال وهو الأصل فلا خير فى صحبة الأحمق فعلى الوحشة والقطيعة ترجع عاقبتها وإن طالت قال على رضي الله عنه
فلا تصحب أخا الجهل وإياك وإيـاه فكم من جاهل أردى حليما حين آخاه
يقـاس المرء بالمرء إذا ما المرء ماشـاه وللشيء من الشيء مقاييــس وأشباه
وللقلب علــــى القلــــب دليـــل حيـــن يلقــــاه
كيف والأحمق قد يضرك وهو يريد نفعك وإعانتك من حيث لا يدرى ولذلك قيل : مقاطعـة الأحمق قربان إلى الله وقال الثوري : النظر إلى وجه الأحمق خطيئة مكتوبة .
وأما حسن الخلق : فلابد منه إذ رب عاقل يدرك الأشياء على ما هي عليه ولكن إذا غلبه غضب أو شهوة أو بخل أو جبن أطاع هواه وخالف ما هو معلوم عنده لعجزه عن قهر صفاته وتقويم أخلاقه فلا خير في صحبته . وحسن الخلق جمعه علقمة العطاردى فى وصيته لابنه حين حضرته الوفاة قال : بابني إذا عرضت لك إلى صحبة الرجال حاجة فاصحب من إذا خدمته صانك وإن صحبته زانك وإن قعدت بك مؤنة مانك ، اصحب من إذا مددت يدك بخير مدها وإن رأى منك حسنة عدها وإن رأى سيئة سدها ، اصحب من إذا سألته أعطاك وإن سكت ابتداك وإن نزلت بك نازلة واساك ، اصحب من إذا قلت صدق قولك وإن حاولتما أمراً أمرك وإن تنازعتما آثرك .
وأما الفاسق : المصر على الفسق فلا فائدة فى صحبته لأن من يخاف الله لا يصر على كبير ومن لا يخاف الله لا تؤمن غائلته ولا يوثق بصداقته بل يتغير بتغير الأغراض قال تعالى [ ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا ] الكهف 28 .
وأما المبتدع : ففي صحبته خطر سراية البدعة وتعدى شؤمها إليه فالمبتدع مستحق للهجر والمقاطعة فكيف تؤثـر صحبته ؟! قال عمر رضي الله عنه : عليك بإخوان الصدق تعش فى أكنافهم فإنهم زينة فى الرخاء وعدة فى البلاء وضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يغلبك منه واعتزل عدوك وأحذر صديقك إلا الأمين من القوم ولا أمين إلا من خشي الله فلا تصحب الفاجر فتتعلم من فجوره ولا تطلعه على سرك واستشر فى أمرك الذين يخشون الله تعالى .
وأما الحريص على الدنيا : فصحبته سم قاتل لأن الطباع مجبولة على التشبه والاقتداء بل الطبع يسرق من الطبع من حيث لا يدرى صاحبه فمجالسة الحريص على الدنيا تحرك الحرص ومجالسة الزاهد تزهد فى الدنيا .
| |
|
شذى الورد عضو ذهبي
المساهمات : 116 تاريخ التسجيل : 03/04/2013
| موضوع: رد: الصحبة الصالحة من دعامات التربية الإسلامية الإثنين أبريل 22, 2013 1:30 am | |
| | |
|