يا تراني أحمل هذا القلم البسيط وأجول به قمما ومن ثم سفوحا. برا ومن ثم بحرا. أجول به في خواطر من وجداني وأكتب به كلمات تعبر عن شيء ما. تعبر عن إحساس عن شعور عن رغبة عن نفور عن حب و عن كره. إن هذا العالم الغريب يقوم على حب وكراهية و على رفض و قبول والكل متفاهم.
ما هو الحب يا ترى ؟ و لماذا نحب؟ و لماذا نكره؟ أنكره من يكرهما ونحب من يحبنا أو أننا نكره من يحبنا، هذه متاهات الإنسانية الجمعاء وقد تكون متاهات اللامحدودية البشرية .
الحب أهو عاطفة؟ أم فطرة؟ أم صفة إنسانية أم أنه يكون خدعة. إذا كان الحب عاطفة إنسانية نبيلة فالمقابل لا خيانة ولا نزوح عاطفي ولا شيء من هذا القبيل. ولكن حسبنا حسب هذا العالم الغريب المتناقض فالحب ليس عاطفة إنسانية نبيلة. ولكن ما قيمة العاطفة بدون نبل ووقار واحترام. وفي هذه الدنيا لا عاطفة مجردة من العقل بل قد تكون هذه الدنيا عقلانية أكثر منها عاطفية.
ويا من تقولون إن الحب فطرة. ما دليلكم على ذلك؟ أو لأن الطفل الوليد يحب أمه ويليه الأب ومن ثم الإخوة و من ثم الأقارب ومن ثم المجتمع وأفراده، ولكن هذه الفطرة قد تبقى وقد تتلاشى شيئا فشيئا حتى تزول. الآن نحن لسنا بصدد كره الوالدين ـ حفظهما الله ورعاهما ـ عاطفة الابن نحو الأم أو الأب والعكس عاطفة الأم والأب على الابن، هاتين العاطفتان أو نستطيع دمج العاطفتان مع بعضهما البعض ونسميها " عاطفة الصلب" هذه العاطفة من أسمى العواطف في الأرض. هذه العاطفة بدأت من عهد آدم والجدود .
وللذين يقولون إن الحب صفة إنسانية. أولا ماهي الإنسانية بالنسبة لي وبالنسبة لقارئ هذه السطور؟ في رأيي إن إنسانية هي أفعال وأقوال بمجملها انفعالات وتصرفات إما إيجابية وإما سلبية. فإذا كانت كذلك. فكل من عليها يحب وكل من عليها يؤمن بالحب. وحتى في وقتنا الحاضر هناك أشخاص لايومنون بالحب ولا منهم أن الحب مرحلة وتمر أو عاطفة شبيه بالسراب .
الآن، أحاول الكشف عن معنى الحب في نفسي هذه. الحب هو كل تلك الأشياء هو الإنسانية وهو الخدعة وهو الفطرة وهو كل ذلك التناقض الغريب.
آه . آه الحب شيب من قبلي سقراط وأفلاطون وطاغور ونيتشه .
إني أسأل كل من يقرأ هذه السطور أن يجيب وبكل صدق:
هل تحب حقا بكل مشاعرك وأحاسيسك ؟
قبل أن تطلب الحب الكبير أطلبه من نفسك أولا. فبذلك تعرف المدى الحبي لك وله؟؟
واختم قولي هذا من عطر ومسك ترقرق من بين شفتي أعظم خلق الله حبيبي ونبيي وشفيعي ونور دربي محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ " أحبب حبيبك هونا ما عسى أن يكون بغيضك يوما ما وأبغض بغيضك هونا ما عسى أن يكون حبيبك يوما ما "
صدقت وما نطقت عن الهوى يا رسول الله .