عادت الجمعة 29 أبريل بمراكش الحياة لمجراها الطبيعي بعد الاعتداء الارهابي الشنيع الذي استهدف أمس الخميس مقهى أركانة بساحة جامع الفنا مخلفا مقتل 15 شخصا وإصابة أزيد من 20 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة.
واستأنفت الحياة بشكل طبيعي بهذه الساحة الشهيرة والمفعمة بالدينامية والحيوية بعد عودة مختلف الباعة لفتح متاجرهم في وجه السياح وزوار المدينة الحمراء، وبدأت الساحة تستقطب على عادتها المواطنين والسياح الذين أعادوا لها حيويتها وطابعها الاصلي، فيما هب العديد منهم لهذا الفضاء الشهير لرؤية واجهة المقهى التي استهدفت بهذا العمل الاجرامي.
أما الساكنة المراكشية، التي عبرت بالإجماع عن شجبها وتنديدها القوي لهذا العمل الاجرامي الشنيع الذي استهدف أمن وسلامة مدينتهم العريقة، فقد خرجت للتجوال بشكل عادي وطبيعي بساحة جامع الفنا وعبر مختلف أزقة وشوارع المدينة الحمراء.
وأكدوا أن هذا الاعتداء الاجرامي هو محاولة لتشويه صورة المغرب كبلد منفتح وأرض للتعايش والتسامح، وبلد متميز بتاريخ عريق غني بحضارته ومتشبث بهويته الراسخة.
وبخصوص القطاع السياحي، المحرك التقليدي للاقتصاد المراكشي فلم يتأثر من جانبه بهذه الواقعة الشنيعة لكون مختلف أزقة وشوارع المدينة الحمراء ومطاعمها وشرفات مقاهيها بدت مكتظة بالسياح وزوار المدينة.
وأوضح رئيس المجلس الجهوي للسياحة بمراكش حميد بنطاهر في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن مهنيي القطاع السياحي بالمدينة الحمراء تجندوا للتعبير عن تعبئتهم على إثر هذا الحادث الإجرامي الشنيع لاطلاع السياح على أن هذا العمل هو فعل انفرادي، مشيرا الى أن معظم الزبناء كانوا متسمين بالهدوء والطمأنينة.
وأعلن بنطاهر في هذا الصدد أنه تم إحداث خلية إعلامية وأن مهنيي القطاع عقدوا اجتماعا مع وزير السياحة والصناعة التقليدية ياسر الزناكي ومدير المكتب الوطني المغربي للسياحة محمد عدو لتدارس الوضعية السياحية بعد هذا الاعتداء الارهابي.
وقال في هذا الشأن إن عددا من برقيات الدعم والتضامن وجهت لمهنيي القطاع السياحي المغربي من قبل نظرائهم بعدد من الدول ضمنها برقية لجمعية وكلاء الأسفار بفرنسا.
ومن جانبه أوضح رئيس الجمعية الجهوية للمرافقين والمرشدين السياحيين ومرشدي الجبال جمال السعدي أن الحياة عادت لمسارها الطبيعي مستدلا في ذلك بالجولة التي قام بها عبر مختلف المواقع السياحية والمآثر التاريخية للمدينة وأسواقها وكذلك لساحة جامع الفنا.
وقال السعدي إن هذا الحادث الاجرامي لم يخلق أي ارتباك أو خوف لدى السياح الأجانب الذين يتقاطرون على مختلف مواقع المدينة الحمراء، موضحا أن مدينة مراكش ستبقى وجهة سياحية وطنية مفضلة، ومدينة عريقة مفعمة بالحيوية وفضاء للتعايش والتسامح.